ما هي أسباب ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس وعلاجها

يعاني الكثير من الناس من ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس ، وهو موضوع شائع ومعروف، وهناك أسباب عديدة يمكن لنا كمجتمعات وكأفراد وكأسر أن نتسبب فيها بشكل مباشر، فما هي أسباب ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس وعلاجها؟ وما موقف الإسلام من ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس؟

ما هو ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس ؟

ضعف الشخصية هو حالة نفسية يعاني صاحبها من صعوبة تعامله مع المجتمع من قدرات حوار وإقناع ودفاع عن الرأي واتخاذ قرارات، كما أن له مكانة ضعيفة وتأثيرا منخفضا في المحيطين به.

وعدم الثقة بالنفس هي حالة نفسية يعاني صاحبها من كره نفسه وصعوبة اتخاذ قراراته بنفسه واعتماده على الآخرين، فتجده قليل الاحترام لذاته وتقدير نفسه، .

أسباب ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس

الأسباب كثيرة ومتنوعة، تبدأ منذ ولادة الإنسان وبداية تعامله مع أهله وعائلته. ومنها الأسباب الطبيعية المتعلقة بجينات الشخص بحد ذاته، ومنها الاجتماعية من أسرة الشخص ومجتمعه، ومنها النفسية التي تحدث جراء التعرض لمواقف معينة. لكن قبل كل ذلك، هو إيمان الشخص بالله تعالى إن كان قويا أو ضعيفا هو المؤثر الأساسي في ذلك.

وأهم أسباب ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس:

  • ضعف الإيمان بالله

  • لأن المؤمن القوي لا يكون لديه ضعف في شخصيته ما دام يؤمن بالله ويعلم أنه هو المتصرف في كل شيء، وأن عليه التكلان، بل إن المؤمن بالله لا يثق في نفسه، وإنما ثقته كلها في الله وحده. وقد أفلح من وثق بالله وكفى به وكيلا.
  • تأثير الأسرة في تضعيف شخصية الطفل

  • كثير من الأسر هي التي تجعل أبناءها ضعاف الشخصية، وهو من الأسباب الأساسية، لأن الله يخلقنا أقوياء لا ضعفاء بالفطرة، لكن الأسرة تساهم في تضعيف تلك القوة عبر أشكال الإهانة وقلة التقدير والاحتقار…
  • تأثير المجتمع في ضعف الشخصية

  • كما أن المجتمع يؤثر بشكل كبير جدا على شخصية الإنسان، من المدرسة والجامعة والشارع والأصدقاء… وذلك بالنقد الجارح وعدم التقدير والاستهزاء والاستفزاز والتنمر وكافة أشكال التثبيط والاحتقار.
  • الظروف التي يمر بها الإنسان

  • كثير من الناس يمرون بظروف صعبة في حياتهم، وظروف الحياة كثيرة، وهذه هي معارك الحياة، إما أن تقويك وإما أن تحطمك. ووهناك بالطبع من تحطمهم فتجعلهم يفشلون عدة مرات حتى يشعروا باليأس من أنفسهم.
  • احتقار النفس وعدم تقدير الذات

  • وهذا نتيجة عدة أسباب منها ما ذكرنا، وهذا مما يسبب ضعف الشخصية وقلة الثقة، لأن من يحتقر نفسه ولا يقدر ذاته يرى أنه دائما سيء ولا يستطيع فعل شيء.
  • عدم إعطاء فرص للأشخاص ليثبتوا أنفسهم

  • وهذا من تأثير الأسر والمجتمعات، إذ أنه يؤدي إلى أن يشعر المرؤ أنه لم يفعل أي إنجاز في حياته فيظن أن السبب منه هو، ويؤمن بفكرة أنه لا يستطيع.
  • الدلال الزائد يؤدي لضعف الشخصية

  • ونعني بالدلال تدليل الأولاد وتسهيل حياتهم بشكل كبير، وعدم تحميلهم أي مسؤولية حتى عندما يكبرون، وعدم تحمل الشخص لمسؤوليات في حياته يجعل منه شخصا ذا شخصية ضعيفة.
  • التعرض للإحراج في مواقف ما

  • كما أن التعرض للإحراج يساهم بشكل مباشر في ضعف الشخصية والثقة، ويترك في الإنسان وصمة وخوفا دائما من المواقف المشابهة.

مظاهر ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس

والآن السؤال الذي نبدأ به: كيف نعرف أن شخصا ما ضعيف الشخصية وقليل الثقة؟ بل كيف نعرف أنفسنا إذا كنا ضعاف الشخصية قليلي الثقة؟

أهم هذه المظاهر:

  • الخجل الزائد أمام الآخرين وعدم القدرة على التحدث دائما بطلاقة.
  • صعوبة القدرة على اتخاذ القرارات، وهو التردد ومشاورة الآخرين كثيرا.
  • مسايرة الآخرين وموافقتهم في كثير من الغالب.
  • الخوف من إزعاج الآخرين ومن التأثير على مشاعرهم.
  • قلة القدرة على التعبير عن المشاعر الداخلية.
  • لغة الجسد، وهي الإشارات والإيحاءات التي تدل على الضعف مثل عدم القدرة على النظر في أعين من يخاطبهم، ضعف نبرة الصوت…
  • عدم الدفاع عن وجهة نظره وعدم إبداء رأيه في كثير من الأحيان.

لكن علينا أن نفرق بين ضعف الشخصية والثقة، وبين الحياء والاحترام لمن هم أكبر منزلة، مثلا المرأة من طبيعتها أنها تستحيي من الرجال، والتلميذ من أدبه أن يستحيي من أستاذه ويذلل قليلا من نفسه لديه وهكذا، فوجود هذه المظاهر لا يدل دائما على ضعف الشخصية وضعف الثقة.

علاج ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس

يقترح أخصائيوا علم النفس عدة علاجات مفيدة، لكن نقول كوننا مسلمين أن العلاج الحقيقي يكمن في العودة لله سبحانه وتعالى، والتوبة إليه والإنابة إليه وتقوية الإيمان، لأن المؤمن القوي لا يا يهوله شيء، وكل سبب من أسباب ضعف الشخصية والثقة يزول بقوة الإيمان بالله والثقة به. كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الدعاء:

أَصلِحْ لي شأني كلَّه ، و لا تَكِلْني إلى نفسي طرفَةَ عَينٍ.

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو أن لا يكلنه الله إلى نفسه طرفة عين، فكيف نقول أننا نثق في أنفسنا؟

بل إن المؤمن الحقيقي لا يضع ثقته في نفسه، بل إن الثقة كل الثقة في الله رب العالمين لا شريك له، وهو على كل شيء قدير، فالواثق بالله يعلم أن ما أصابه شيء حسن ولا سيء إلا بقدر الله، وبثقته في الله يرضى بما حصل له ولا يلوم نفسه أبدا.

فأول خطوة لتقوية الشخصية والثقة، هو ترك فكرة الثقة بالنفس، وفكرة أن قوة الإنسان تأتي من داخله، وإنما الإيمان بأن القوة من الله، وأن الثقة كلها بالله، وتعلم التوكل الصحيح على رب الأرباب جل وعلا.

وأما الحلول الأخرى فمنها:

  • تنمية المهارات والمواهب لتعزيز تقدير الذات والشخصية.
  • العمل على تقوية نقاط الضعف في الإنسان للتغلب على مخاوفه وأسباب ضعفه.
  • الحفاظ على الصحة الجسمية والنفسية لأنها تؤثر بشكل كبير على الشخصية.
  • ممارسة نشاطات جديدة محفزة مثل الرياضة.
  • محاولة تغيير الأشخاص من حول الشخص قليلا إذا كانوا أشخاصا مثبطين.
  • تحمل بعض المسؤوليات والتعود على اتخاذ القرارات.
  • محاولة نسيان الماضي والأمور الفائتة ومحاولة تعويضها بأمور أفضل.
  • تعلم مهارات الإقناع والتخلص من الخجل مع الآخرين وعدم القدرة على إبداء الرأي.
  • مساعدة الأشخاص الذين نلاحظ فيهم الضعف من حولنا، نحن كأسر ومجتمعات وأصدقاء وأفراد…
  • بذل النصيحة للناس ومحاولة نفعهم بما نستطيع. وهذا من واجبنا.
  • التخطيط للمستقبل ومحاولة تنظيم الوقت والحرص على بعض الإنجازات.

ختاما

هناك فرق بين ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس، فأما عدم الثقة بالنفس فكما قلنا من الأفضل تجاوزه كمصطلح من منظور أننا مسلمون، وأن ثقتنا بالله، أما ضعف الشخصية فهو أمر حقيقي وملموس حتى فيمن لديهم ثقة بالله.

وهذا من حكمة الله في خلقه، لأن هناك أناسا يحتاجون لقوة الشخصية مثل القادة والمعلمين والعلماء… وهناك من لا يحتاج إلى قوة كبيرة في شخصيته، ولو كان كل الناس أقوياء الشخصية لتصارعوا ولما حدث التوازن.

هذا والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مواضيع مشابهة

كيفية حل المشاكل الزوجية والأسرية بحكمة

مشكلة التنمر ، أشكاله وأسبابه وأنواعه ومخاطره وحلوله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top