دور العلماء في خدمة المجتمع – العلماء الشرعيون في الإسلام والعلماء الدنيويون

العلماء هم المصابيح المضيئة للناس، وهم النجوم الساطعة، والقمر المنير، الدالون على الطريق المستقيم في ظلمات الدنيا، المحذرون من مصائد الشيطان وطرقها، فدورهم في المجتمعات دور عظيم جليل، لا تحصر معانيه في مجلدات طويلة عريضة. في هذا المقال: نتحدث عن دور العلماء في خدمة المجتمع .

من هم العلماء ؟

العالم من وهب نفسه للعلم وبذل له، في مجال معين أو عدة مجالات، والعالم يكون متعمقا في مجاله عارفا بأصوله وفروعه وما إلى ذلك. وليس له تعريف دقيق. وبالنسبة لنا نحن المسلمين، هناك نوعان من العلماء: عالم شرعي، وعالم دنيوي.

العالم الشرعي

فالأول هو العالم بشرع الله، ويكون متخصصا في أحد علومه مثل العقيدة أو الفقه أو التفسير… أو عدة مجالات معا. والعالم بشرع الله لا بد أن يكون عالما بالمسائل مع أدلتها.

العالم الدنيوي

والثاني هو العالم بعلم من علوم الدنيا، مثل الرياضيات أو الفيزياء أو الطب… أو عدة علوم معا.

ومن البديهي أن الأول أفضل من الثاني، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، وليس أشرف من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ. ولكن عالم الدنيا أيضا له شرف عظيم، لأنه به تستقيم أمور البشرية وتتطور الدنيا وتسهل، ولطالما استفاد علماء الشرع من علماء الدنيا أيما استفادة كما هو معلوم ولا يحتاج إلى توضيح.

دور العلماء في خدمة المجتمع

في الحقيقة ليس لنا أن ندرك تعداد دورهم لعظمه، لكننا سنحاول ذكر أهم الأمور وأبينها وأهمها في عصرنا هذا. وسنذكر دور العلماء حسب نوعهم، الشرعي الدنيوي.

دور العلماء الشرعيين في خدمة المجتمع

لعلماء الشرع الأهمية الأعظم والأشرف في الأمة الإسلامية، لأن بهم يستقيم أمر الأمة في دينها، وهم الدالون على الحق الآمرون به، المحذرون من المنكر الناهون عنه بإذن الله تعالى، وأهم أدوارهم:

  • تعليم الناس الإسلام

  • وهذا هو أهم دور لهم، وهو نقل العلم والاجتهاد، من قرآن وسنة وعلومهما، وطلب العلم ونقله فرض كفاية على الأمة، وهؤلاء العلماء هم القائمون به حق القيام.
  • نصح الناس والحكام من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

  • وهذا من واجبات العلماء، إذ أنهم يأمرون الناس بالمعروف وينهونهم عن المنكر، وينصحون ولاة الأمور كذلك، ولهذه النصيحة شروط عظيمة يجهلها معظمنا مع الأسف، خاصة بالنسبة لنصح الحكام.
  • نقل العلم للأجيال القادمة

  • وهو أيضا دور عظيم، لأن الدور لا يقتصر على هذا الجيل وحسب، وإنما يشمل الأجيال القادمة أيضا، لأن العلم الشرعي يورث، وهو ميراث الأنبياء.
  • الاجتهاد في المسائل الجديدة في العصر

  • ومع تطور الأمور والتكنلوجيات، تظهر كل يوم مسائل جديدة تحتاج إلى نظر ثاقب وعلم كبير للإجابة عنها، وهذا الموضوع معروف جدا. وهو من أهم الأدوار في هذا العصر، خاصة مع الاختلاط بالتكنلوجيا وكثرة التقليد للغرب والنظم العالمية…
  • إرشاد الناس في الفتن

  • والفتن من مهلكات الأمم، وتحتاج إلى رجال عظام ذوي علوم كالجبال وأنظار ثاقبة، لأن الفتنة كما يقال: إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت أدركها كل جاهل. فمن يعرف الفتن ويميزها هم العلماء.
  • تبيين الدين الصحيح للناس

  • خاصة في هذا الزمن الذي كثر فيه المقلدون المدعون للعلم، وصعب فيه التعرف على علماء الحق أهل السنة والجماعة، فمعرفة الدين الصحيح تكون قبل التمسك به.

دور العلماء الدنيويين في خدمة المجتمع

ونأتي الآن إلى دور العلماء المتخصصين في علوم الدنيا من رياضيات وفيزياء وطب وطبيعة وفلك وما إلى ذلك. وهم العلماء الذين بفضلهم توصلنا للتطور التكنلوجي والعلمي الذي نشهده اليوم، والذي  يكاد العقل يبهت غير مصدق أمامه لوما أنه يعاينه أمامه. ومن أهم أدوارهم:

  • تطور البشرية وتقدمها

  • وهذا هو الذي يظهر جليا اليوم، خاصة في آخر مئة سنة، إذ شهدت فيها البشرية قفزات مذهلة في سبل عيشها، وهو التطور المشهود من مركبات وأجهزة واختراعات ومعلوميات، فصار هذا العصر هو عصر السرعة.
  • تسهيل حياة الناس

  • وهذا من أهم أدوارهم، إذ أن تسهيل حياة الناس تعني توفير الوقت لهم في حياتهم القصيرة ليفعلوا أشياء أكثر قيمة، فصار الإنسان في هذا العصر يفعل في يوم ما كان يفعله آخر في سنة.
  • إيجاد الحلول للمشاكل

  • ومن أعظم الأمور التي تصاحب التطور العلمي، القضاء على الكثير من الآفات أو التعامل معها، مثل الأمراض والكوارث الطبيعية والكثير من معوقات حياة الناس وصعوباتها التي كانت في سابق الأزمان تؤرق الناس.
  • الاكتشاف والاختراع وهما من أهم أسباب التطور

  • تعليم الناس من طلبة العلم أو غيرهم

  • تطوير العلوم والزيادة فيها وتصحيح الخاطئ منها.

فضل العلماء على سائر الناس

إن فضل العلماء على سائر الناس من الأمور المعلومة، وهذا بالنسبة لنا في الدنيا، لأن أمر الآخرة علمه لله تعالى، فالله أعلم بالسرائر، وقد يعلم الإنسان ولا يعمل بعلمه، ومن فضائل العلماء:

  • أن الله ذكرهم في القرآن الكريم وأنهم أكثر الناس خشية لله تعالى، قال تعالى:
  • {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فاطر 28
  • أن رسول الله ﷺ أثنى على العلم والعلماء وطلبة العلم أيما ثناء، ورغب في ذلك أيما ترغيب.
  • قال رسول الله ﷺ في الحديث الذي رواه أبو الدرداء: {من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرُقِ الجنَّةِ ، وإنَّ الملائكةَ لَتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضًا بما يصنع ، وإنَّ العالمَ لَيستغفرُ له مَن في السمواتِ ، ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ ، لم يُوَرِّثوا دينارًا ، ولا درهمًا ، إنما وَرّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ} صححه الألباني.
  • وكفى بقوله ﷺ شافيا بليغا.

ختاما

فالعلماء لهم عظيم الدور في خدمة المجتمع، وطلب العلم منزلة رفيعة شريفة، ومهمة نبيلة صعبة، لأنها تحتاج من طالب العلم بذل نفسه وحياته وكل ما يملك ليحصل العلم، ويقال: العلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه.

لذا علينا احترام هذه المنزلة العظيمة، والحذر كل الحذر عند التكلم عن العلماء، واليوم للأسف صار الحديث عن العلماء والتجريح فيهم والوقوع فيهم بين عامة الناس مودة العصر، نسأل الله السلامة، وعلى الإنسان أن ينجو بنفسه من هذه الفتن ويبحث عن الحق بمشكاة كتاب الله وسنة نبيه ﷺ.

هذا والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات مشابهة

الفساد الأخلاقي في المجتمع الإسلامي اليوم – أسبابه وحلوله

التكافل الاجتماعي في الإسلام، أهميته، صوره في الإسلام، فوائده…

مشكلة الفقر في العالم – مفهومها وأسبابها الاجتماعية والتاريخية والفردية وعلاجها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top