أضرار المخدرات على الشباب وأساليب الوقاية منها وأسباب تعاطيها

مشكلة اجتماعية من مشاكل الشباب، خطر عظيم جسيم، إنها المخدرات، هذا الهاجس الذي يخاف منه الناس على أولادهم وأحبابهم من الشباب والمراهقين، الذي من شأنه أن يفكك أسرا، ويفشل مجتمعا، ويقضي على حياة أفراد. في هذا المقال، نتحدث عن أضرار المخدرات على الشباب وأساليب الوقاية منها.

تعريف المخدرات

هي مواد عضوية أو كيميائية تؤثر بشكل غير طبيعي على الإنسان، تؤثر على عقله ونفسيته وجسمه، وهي غير متوقعة التأثير وخطيرة بشكل كبير لأنها تؤثر على الفهم والحواس والتفكير والأفعال.

أسباب تعاطي  المخدرات

يبدأ تعاطي المخدرات أول الأمر بالتجربة، ثم يتطور إلى الإدمان والتعاطي الاستهلاكي، ويعتبر السبب الرئيسي وراء تعاطي المخدرات تواجدها في الوسط وضعف الوازع الديني والوعي لدى الشباب والمراهقين. والأسباب عامة هي:

  • الفضول، وهو أول الأسباب، إذ أن معظم المراهقين يرغبون في تجربة شيء جديد، ومع غياب الوعي وقلة العلم يقود الفضول إلى الوقوع في الفخ.
  • الرغبة في المواكبة وتقليد الأقران، إذ أن كثيرا من المراهقين خاصة يؤدي به رؤية أقرانه وهم يتعاطون إلى الرغبة في ذلك، أو الضغط من طرف المتعاطين عليه وتشجيعه وتزيين الأمر له…
  • الرغبة في الاستمتاع بالنشوة والتأثير الممتع للمخدرات. لكنه مؤقت.
  • الهروب من مشاكل الحياة والتخلص من المشاعر السيئة مثل الاكتئاب والقلق…
  • الإدمان، وهذا في آخر المراحل، حين يصير المتعاطي مدمنا على المخدرات، فإنها تصير له حاجة يصعب عليه الاستغناء عنها، وتركها يسبب له آثارا رجعية صعبة.

أضرار المخدرات

نتحدث عن أضرار المخدرات وآثارها الدينية والعقلية والاجتماعية على الفرد والأسرة والمجتمع.

أضرار المخدرات الدينية

في الإسلام، اعتبر العلماء المخدرات من جنس الخمر، لأن الخمر ما خامر العقل أي غيبه، والمخدرات تغيب العقل وتأثر عليه تأثيرا سلبيا، فالمخدرات أيضا من الخمر الذي هو من الكبائر.

وشارب الخمر في الإسلام يقام عليه الحد وهو الجلد ثمانين جلدة، فتعاطي المخدرات ليس بالأمر الهين. وعلى المتعاطي أن يفكر أول ما يفكر بحرمته وعظم ذنبه، وفي نهيه له عن الصلاة وعن العبادات وعظم الفساد الذي يأتي خلفه.

فالمخدرات تؤدي إلى ما هو أكبر منها، قد تؤدي بالإنسان إلى القتل وإلى الزنا والعياذ بالله.

الأضرار العقلية للمخدرات

من أهم الأضرار العقلية لها:

  • تغييب العقل وإفساده.
  • التأثير على طريقة التفكير والمنطق.
  • ضعف الذاكرة واضطراب التفكير.

أضرار المخدرات على الفرد

وتضر المخدرات الإنسان من عدة نواح، أهمها الدينية كما أسلفنا، كما تضره في صحته ونفسه ومستقبله. ويمكن تلخيص أضرارها فيما يأتي:

  • الأضرار الصحية للمخدرات

  • تضر المخدرات بالمتعاطي في صحته كثيرا، خاصة في جهازه العصبي، إذ تسبب تلف الأعصاب والقلق والتوتر، كما تسبب بعضها أضرارا في الجهاز الهضمي، وتسبب أمراض القلب والشرايين والرئة، وغير ذلك من الأضرار التي قد تدوم طويلا جدا.
  • الأضرار النفسية للمخدرات

  • تسبب المخدرات ضررا نفسيا بالغا للإنسان، لأنها تورث الانعزال والوساوس والاكتئاب الدائم واستصغار النفس، والإدمان النفسي وغير ذلك.
  • الأضرار الاجتماعية للمخدرات على الفرد

  • تجعل المخدرات الإنسان عدوانيا تجاه الناس، كما قد تجعله مجرما بسبب التأثير العقلي وبسبب الحاجة إليها، وتجعله مكروها من الناس أيضا، وتجعله إنسانا غير سوي وغير مسؤول ومصدر قلق وخوف في المجتمع، وحتى بعد توقف المدمن عن المخدرات يبقى شيء من هذه الآثار عليه.

أضرار المخدرات على الأسرة

تعاني عائلات المدمنين كثيرا بسبب أفرادهم المدمنين، فهم بالنسبة لهم في خطر وليسوا بخير، ومن جهة أخرى مصدر قلق ومشاكل، ومن هذه الأضرار:

  • الخوف من المتعاطي لأنه قد يفعل أي شيء من أجل الحصول على المخدرات أو بسبب غياب عقله.
  • القلق والخوف عليه أن يؤذي نفسه، ومن ضرر المخدرات عليه في مستقبله.
  • التفكك الأسري بسبب المشاكل، خاصة إذا كان المتعاطي هو الأب أو الأم، لأن الأبوين هما عماد البيت وأساسه.
  • التأثير على الوضع المادي والمعنوي للأسرة، وذلك بسبب حاجة المدمن وأخذه للمال بعدة طرق من أهله، وبسبب القلق الدائم والخوف…
  • التأثير على الإخوة الصغار، لأن الصغار يقتدون بالكبار، فإذا كان في العائلة فرد مدمن، فمن الراجح جدا أن يؤثر على الصغار.

أضرار المخدرات على المجتمع

  • التفكك المجتمعي وضعف ترابطه.
  • انتشار الجريمة والسرقة والقتل والفواحش.
  • الخوف الدائم وفساد الوسط.
  • التأثير على أفراد المجتمع الآخرين، وخاصة المراهقين.
  • المساهمة في التسرب الدراسي والانحلال الأخلاقي والفساد الاجتماعي.

الوقاية من المخدرات

الوقاية خير من العلاج، فعلينا أن نتدارك أنفسنا من هذه الآفة قبل أن نقع فيها، وتكون الوقاية من المخدرات أول ما تكون بما يلي:

من جهة المجتمع

  • الدعوة إلى الله، وتوعية الناس بعظم جرم المخدرات عند الله وحرمتها وعقوبة شارب الخمر في الآخرة… وتقوية الجانب العقدي الإسلامية لدى الشباب وتمكين دور المساجد.
  • نشر التوعية العلمية والثقافية بالمخدرات وآثارها في المدارس والأوساط الشبابية.
  • توفير البدائل للشباب من أوساط ثقافية وترفيهية ورياضية…
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك بالنهي عن المخدرات واتخاذ الإجراءات اللازمة عند رؤية مروجي المخدرات من اتصال بالشرطة وغير ذلك.
  • تحذير الشباب من المروجين وإبلاغ الآباء عن الأبناء المتعاطين.

من جهة الأسرة

  • الحرص على الأبناء الشباب وخاصة المراهقين، وأخذ الحيطة ومراقبتهم من بعيد.
  • الاهتمام بالشاب ومحاولة مساعدته على الدوام، والحوار معه وتحديثه عن مشاكله حتى لا يلجأ إلى المخدرات.
  • تلبية احتياجات الشاب والمراهق من حب واهتمام وغير ذلك، وللشباب حاجات كثيرة خاصة المعنوية وإن أبدوا أنه لا يتاجون لذلك.
  • التوعية والتربية الصحيحة على الأسس الإسلامية منذ الطفولة، وليس أفضل من التربية الإسلامية الصحيحة في الوقاية من أي آفة.

من جهة الفرد

على الإنسان أن يكون واعيا وأن لا ينجر وراء التوافه من الأمور والفضول الزائد، وأن لا يكون أحمقا فيتأثر بالناس. كما عليه دائما أن:

  • يلتزم دينه الذي هو عصمة أمره، فيلتزم صلاته وطاعة الله وسنة رسول الله ﷺ لأن هذا مفتاح النجاة.
  • يبتعد عن الأوساط الفاسدة والسيئة والتي تكون فيها المخدرات.
  • يبتعد عن أصدقاء السوء لأنهم مفتاح الدخول في هذا العالم المظلم.
  • يحاول أن يحل مشاكله وأن يكون مؤمنا قويا.
  • محاولة إيجاد البدائل الإيجابية، مثل الرياضة.

من جهة الحكومات

المفتاح الحقيقي في هذه الآفة هي الحكومات، لأن الحكومة هي من يقدر على منع دخول هذه الأمور أو على الأقل التقليل منها، ولو منعت من الدخول لحلت المشكلة من أصلها. فعلى الحكومات أن:

  • يمنعوا دخول المخدرات منعا باتا، وأن يعاقبوا كل من يساهم في دخولها وترويجها أقسى العقوبات.
  • أن يلاحقوا المروجين ويعاقبوهم ولا يتهاونوا في ذلك.
  • أن يحاربوا المسؤولين الفاسدين الذين يساهمون في مرور المخدرات وترويجها.
  • أن ينشروا التوعية في المجتمع ويعلموا الناس ويفتحوا المجال لدور الإسلام في ذلك.

ختاما

المخدرات آفة عظيمة، فتكت بالأمة فتكا، وانتشرت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة فصارت منتشرة انتشارا واسعا ومخيفا، فعلينا أن نعي بأن هذه المشكلة من أكبر مشاكل المجتمع، وأن علينا أن نقف بجد ونتكاتف لحل هذه المشكلة ونتخلص منها. وإلا فإنها لن تتوقف. والله المستعان.

اللهم احفظ شبابنا من المخدرات ومن كل آفة يا رب العالمين، واهدنا واهد بنا إنك أنت الهادي إلى رضوانك.

هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مواضيع مشابهة

المشاكل التي تواجه الشباب في المجتمع – وحلولها من جهة الشاب والمجتمع والحكومات

دور المرأة في الأسرة والمجتمع الإسلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top