فضل الصيام في شهر شعبان وأفضل الأعمال المُستحبة فيه من السنة

يَتجه جميع المسلمين في مختلف أنحاء العالم إلى التَقرب من الله سبحانه وتعالى في شهر شعبان، والذي يُعتبر الشهر الثامن في الترتيب الهجري، ويَعقبه مباشرًة قدوم أفضل ثلاثين يومًا في العام بأكمله، وهو شهر رمضان المُبارك.

ويُحاول العديد منا الاستعداد؛ لاستقبال هذه الأيام العظيمة؛ من خلال تأهيل النفس، والإكثار من الأعمال المُستحبة؛ الواردة عن أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”.

لماذا سُمي شهر شعبان بهذا الاسم؟

يُعتبر شهر شعبان من الشهور الهجرية العظيمة، التي يَتقرب فيها كل مُسلم من الله سبحانه وتعالى؛ من خلال كثرة الطاعات، وتَهذيب النفس، وتهيئتها؛ من أجل استقبال أعظم ثلاثين يومًا في السنة.

وذلك؛ من خلال الإكثار من الاستغفار، والصيام، والصلاة، وأذكار الصباح والمساء، وقيام الليل، وقراءة القرآن الكريم.

وعلى الرغم من مَكانة هذا الشهر عند عامة المسلمين، إلا أن الكثير منا لا يَعرف ما سَبب تَسميته بهذا الاسم.

وقَال العلماء بخصوص هذا الأمر أنه مُشتق من الفعل تَشعب في اللغة العربية، وتم إطلاق هذا الاسم عليه؛ لقيام العرب قديمًا؛ بالإقدام على ساحات الحرب، والانتشار فيها؛ بعد التوقف في شهر رجب كاملًا، وخاصًة؛ أنه كان من الشهور المُحرمة عند القبائل العربية.

لماذا سُمي شهر شعبان بهذا الاسم؟

موعد قدوم شهر شعبان 1445

يَترقب جميع المسلمين؛ انطلاق شهر شعبان 1445، وكانت هيئة البحوث الفلكية المصرية قد أَكدت على أن غرة هلاله سوف تُولد يوم السبت القادم؛ المُوافق 10 من شهر فبراير الجاري.

وبالتحديد؛ يوم 29 من شهر رجب، وسيأتي الشهر الأصم غير مُكتمل، وبالتالي؛ فإنه من الأرجح أن تكون بداية شعبان يوم الأحد المُقبل؛ المُوافق 11 من نفس الشهر.

شاهد أيضًا: ما هي مبطلات الصيام في شهر رمضان؟.

حقيقة تغيير القبلة في هذا الشهر

يَربط العديد منا تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام؛ بليلة النصف من شهر شعبان.

ولكن، اَختلف جمهور الفقهاء؛ حول هذا الأمر، وخاصًة؛ أنه لم يَرد ما يُثبت صحة هذا الأمر؛ سواء في القرآن الكريم، أو في السنة.

واَنقسم العلماء إلى فريقين؛ سوف نقوم بتوضيح رأي كل فريق؛ بالتفصيل في النقاط التالية.

  • الفريق الأول:

أَجمع العلماء أنه لا يُوجد تاريخ مُثبت؛ يُوضح موعد تغيير القبلة، وخاصًة؛ بعد أن تَضاربت الأقوال، وأَشارت البعض على أنه يُوافق ليلة النصف من شعبان.

وَقال البعض أنه يُوافق المُنتصف من رجب؛ اَستنادًا على وَرد على لسان ابن حجر رَحمة الله عليه “وبه جزم الجمهور“؛ مُوضحًا أن تغييرها كان في النصف من رجب في السنة الثانية من هجرة النبي “صلى الله عليه وسلم”.

  • الفريق الثاني:

أَكد على أن تغيير القبلة جَاء في هذا الشهر، وبالتحديد؛ في ليلة المُنتصف؛ استنادًا على قول النبي “ذلك شهر حُولت فيه القبلة“.

هل صحيح أن الأعمال تُرفع في شهر شعبان؟

نعم؛ لقد وَردت العديد من الأحاديث عن النبي “صلى الله عليه وسلم”، التي أَكدت على أن الأعمال تُرفع في هذا الشهر إلى الله سبحانه وتعالى.

ولذلك؛ يلجأ العديد منا إلى زيادة الطاعات، والبعد عن المعاصي؛ من خلال المُواظبة على الفروض الخمسة، وزيادة النوافل من السُنن؛ الواردة عن خاتم المُرسلين؛ سواء من سُنن الصلوات، أو المُواظبة على قيام الليل، والذي لا يَقتصر على الصلاة فقط؛ بل؛ يَتضمن قراءة القرآن الكريم، والأذكار، وكثرة الاستغفار.

بالإضافة إلى إحدى العبادات، التي يَغفل عنها الكثيرين، وهي الدعاء، وخاصًة؛ أنه جَاء في القرآن، والسنة ما يُثبت هذا الأمر مثل:

عن النعمان بن بشير، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60] “.

كما، يَتضاعف أجر الأعمال، التي يُقوم بها المسلم؛ سواء كانت طاعات، أو مَعاصي، وتُرفع فيه أعمال السنة بأكملها إلى الله.

وجَاء في حديث أبي موسى الأشعري أن أعمال السنة تُرفع في الليل قبل النهار، وفي النهار قبل قدوم الليل، ويُطلق عليه رَفع سنوي.

وفي نفس الوقت، تُعرض أعمال المسلم الأسبوعية على المولى عز وجل يومي الإثنين، والخميس، ويُطلق عليه رَفع أسبوعي.

وأَوضح في صحيحه أن الله يَغفر جميع الذنوب في هذا الشهر المُبارك؛ ماعدا؛ المُشرك، والمُشاحن، وخاصًة؛ في ليلة المنتصف منه.

ووَصفه أشرف الخلق أنه شهر غفلة؛ وخاصًة؛ أن يَتوسط بين رجب؛ الشهر المُحرم، والأصم، الذي يَبتعد فيه الجميع عن ارتكاب المعاصي، والتقرب من الرحمن، ورمضان؛ شهر الخير، والغفران، والرحمة، والبركة، والعتق من النار.

قد يهمك: إمساكية رمضان 2023 في مصر .. موعد الإفطار وعدد ساعات الصيام يوميًا.

هل صحيح أن الأعمال تُرفع في شهر شعبان؟

فضل شهر شعبان

يُمكن تلخيص فضل شهر شعبان في النقاط التالية:

  • تُرفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى.
  • يَغفر الله فيه ذنوب السنة بأكملها؛ إلا المُشركين، والمُتشاحنين.
  • يُعتبر تمهيد؛ لاستقبال شهر رمضان الكريم؛ من خلال الاستعداد له، وتأهيل النفس على الطاعات المُستحبة، والابتعاد عن الأفعال المذمومة.
  • فرصة ذهبية؛ للمسلم؛ من أجل التكفير عن الذنوب، التي اَرتكبها طوال العام.
  • يَتضاعف فيه الأجر؛ سواء في الطاعات، أو في ارتكاب المعاصي.
  • تهيئة المسلم على الصيام.
  • تهذيب النفس، ونقائها، وتَخلصها من المعاصي، والأخطاء.
  • الإكثار من العبادات مثل الدعاء، والاستغفار، والمُواظبة على النوافل، وعدم الاكتفاء بالفروض فقط.

فضل شهر شعبان

فضل الصيام في شهر شعبان

يَقتدي كل مسلم بخاتم المُرسلين، والسَلف الصالح، ويَبحث دائمًا عن الأعمال، التي وَردت عن كلًا منهما؛ من أجل تَنفيذها.

جَاء على رأس هذه الأعمال؛ إكثار الرسول “صلى الله عليه وسلم” من الصيام في شهر شعبان؛ فـ وَرد عنه العديد من الأحاديث؛ التي جَاءت على لسان السيدة عائشة “رضي الله عنها”، وأيضًا، التي ذُكرت في الصحيحين؛ البُخاري، ومُسلم.

وقالت حبيبة النبي أنها لم تراه يَصوم شهرًا؛ غير رمضان؛ مثلما كان يَصوم في شعبان؛ كما جَاء في الحديث التالي:

“كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان”.

وذُكرت صيغة أخرى لهذا الحديث في صحيح مُسلم أنه:

“كان يَصوم شعبان كله، كان يَصوم شعبان إلا قليلًا”.

وقد أَجمع عدد كبير من العلماء، والفقهاء على أن النبي لم يقوم باستكمال صيام أي شهر؛ سوى شهر الشهر المُبارك فقط، ولكنه، كان يَصوم في شعبان في أكثر أيامه؛ مثلما جَاء في الحديث التالي؛ المُتواجد في صحيح البُخاري على لسان المُبرأة:

“ما علمته – تعني النبي صلى الله عليه وسلم – صام شهراً كله إلا رمضان”.

وفي نفس الوقت؛ قَالت رواية أخرى على لِسانها أيضًا:

“ما رأيته صام شهراً كاملاً منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان”.

وبخصوص صيام خاتم المُرسلين؛ قَال ابن الحجر أن صَيامه كان تَطوعًا في معظم الأوقات، وكان يُكثر من هذه الفريضة في هذا الشهر عن باقي أيام السنة.

وعندما سَأله أسامة بن زيد؛ قائلًا:

“قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان”.

فَرد النبي:

“ذاك شهر تَغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأُحب أن يُرفع عملي وأنا صائم”.

وتَظن الكثير من الناس أن الصيام في شهر رجب أفضل من الصيام في شعبان، ولذلك؛ يَتجه العديد منهم إلى إكثار الصيام فيه؛ لأنه شهر حرام.

ولكن، ما وَرد عن الصادق الأمين في الحديث السابق أن أجر صيام شعبان، ورمضان أفضل من رجب، وخاصًة؛ أن الجميع تَوجه إلى الشهر الأصم، والمُبارك، وغَفلوا عن هذا الشهر الكريم.

كما، يُعتبر الصيام فيه من الأشياء، التي تَتسبب في دخول المسلم الجنة، وخاصًة؛ أنه يَندرج تحت بند صيام التطوع؛ كما جَاء في الحديث التالي:

“إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ”.

كما يُساعد صيام التطوع على التخلص من الذنوب، وخاصًة؛ أنه يَتضاعف فيه الأجر؛ كما وَرد في الحديث التالي:

“فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ”.

وهذا بالإضافة إلى أنه يُعتبر بمثابة تدريب النفس على عبادة الصبر؛ من خلال تَرك الشهوات، والابتعاد عن المأكولات، والمُشروبات، ومُحاولة التقرب من الله سبحانه وتعالى، ووَصفة النبي بأنه نصف الصبر.

فضلًا عن رغبة المسلم في الحصول على شفاعة يوم القيامة، ويقوم النبي “صلى الله عليه وسلم” أن الصيام يأتي يوم القيامة؛ شفيعًا لصاحبه، وقد وَرد هذا الأمر في الحديث الآتي:

“الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ”.

فضل الصيام في شهر شعبان

أسباب كثرة صيام النبي في هذا الشهر

اَنقسم العلماء، والفقهاء حول السبب الرئيسي عن صيام أشرف الخلق؛ سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم” في هذا الشهر؛ دون عن غيره من الشهور الهجرية الأخرى.

ووَرد في هذا الأمر ثلاث روايات مُختلفة؛ هم:

  • الرواية الأولى:

أَكدت على أن الرسول كان يَنشغل؛ بصيام الثلاثة أيام؛ الخاصة بكل شهر هجري، وهي أيام المُنتصف منه؛ 13، و 14، و 15؛ بسبب سَفره مُعظم الأوقات، وعدم قَدرته على أداء هذه الفريضة أثناء السفر؛ بسبب المشقة والتعب؛ فكان يقوم بَجمع هذه الأيام في هذا الشهر.

  • الرواية الثانية:

أَوضحت أن السبب الأساسي؛ وراء صيامه “صلى الله عليه وسلم”؛ بكثرة في هذا الشهر هو تأجيل نسائه أيام القضاء فيه؛ لذلك؛ كان يصوم معهم، وهو ما ورَد عن السيدة عائشة “رضي الله عنها” أنها كانت تقوم بتأخير قضائها إلى شعبان؛ بسبب انشغالها الدائم مع الرسول في السفر.

  • الرواية الثالثة:

أَكدت على حديث الرسول “صلى الله عليه وسلم” على أنه شهر يَغفل عنه الناس؛ كما وَرد على لسان أسامة بن زيد؛ بسبب اَتجاه المُعظم منهم إلى الصيام في شهر رجب؛ لأنه شهر مُحرم، والخروج منه، ومُحاولة الاستعداد لصوم رمضان، وتُعتبر هذه الرواية هي التي أَجمع عليها مُعظم العلماء.

اقرأ أيضًا: ما هي الأشهر الحرم وماذا يحرم فيها ولماذا سميت بهذا الاسم.

ماذا كان يَفعل الرسول في هذا الشهر عن غيره من الشهور؟

كما ذَكرنا في الفقرات السابقة أن الرسول كان يُكثر من الصيام في هذا الشهر؛ للعديد من الأسباب المُختلفة.

ولكن، في نفس الوقت؛ لم يَقتصر الأمر على هذه الفريضة فقط؛ بل، كان يُكثر أيضًا من العبادات المُستحبة مثل قيام الليل في أوقات الغفلة، وقراءة القرآن الكريم، والاستغفار، والإكثار من النوافل.

بالإضافة إلى أنه كان يَستعد دائمًا؛ لـ ليلة النصف من شعبان من كل عام، ويُكثر فيها من الدعاء؛ لأنها ليلة تُرفع فيها الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ويَغفر المولى عز وجل الذنوب جميعًا؛ كما وَرد في هذا الحديث:

“يَطَّلِعُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ”.

حكم قضاء صيام الفريضة مع التطوع في شهر شعبان

تَضاربت الآراء بين المسلمين عن جَواز قضاء صيام الفرض مع التطوع في شهر شعبان، وأيضًا عن جواز جَمع الإثنين مع بعضهما البعض.

ولكن، ما وَرد عن النبي “صلى الله عليه وسلم” أنه يقوم بقضاء مع عليه من نوافل طوال هذا الشهر؛ بسبب انشغاله مُعظم الوقت في السفر، وعدم قَدرته على الجمع بين الثنائي.

كما، أَكد صحيحين البُخاري، ومُسلم على أن النوافل عند أشرف الخلق لم تَقتصر على الصيام فقط في هذا الشهر؛ بل؛ كان يقوم بقضاء سُنن النوافل، وأيضًا؛ قيام الليل.

وكانت السيدة عائشة تقوم بتأجيل أيام القضاء؛ بسبب الحيض إلى هذا الشهر الكريم؛ لانشغالها مع الرسول طوال الوقت.

ولذلك؛ فإنه يَجوز الجمع بين صيام الفريضة مع صيام التطوع، ومن المُمكن أن يَقتصر على المُنتصف منه فقط في ليلة 13، و 14، و 15.

والجدير بالذكر، أنه لا يَصح قدوم شهر رمضان المُبارك، وعلى الشخص أيام قضاء من رمضان السابق، وعليه قضائها.

وإذا أَتى هذا الشهر، ولم يقوم بصيام تلك الأيام؛ فيَجب عليه قضاؤها مرة أخرى، وإطعام مسكين كل يوم؛ حسب الأيام المُفروضة على الشخص؛ حسب ما وَرد على لسان الإمام مالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل.

ولكن في نفس الوقت؛ من المُمكن أن يتم تأجيل هذه الأيام؛ في حالة إذا كان الشخص يَمتلك عُذرًا مُستمرًا بين الرمضانين.

حكم قضاء صيام الفريضة مع التطوع في شهر شعبان

حكم صيام يوم الشك في هذا الشهر

وَردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، التي حَرمت صيام يوم الشك من شهر شعبان، وهو اليوم الأخير؛ سواء كان يوم التاسع والعشرون منه؛ في حالة عدم اكتماله، أو يوم الثلاثين؛ في حالة اكتماله.

وسُمي يوم الشك؛ لأنه مَشكوك فيه؛ سواء كان آخر أيام شهر شعبان، أو أول أيام رمضان الكريم، وقَال النبي “صلى الله عليه وسلم” في حديث صحيح؛ جَاء في صحيح البُخاري:

“صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُبِّيَ (أي خفي) عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين”.

وقَال عنه عمار بن ياسر من صَامه؛ فقد أَعصى أبا القاسم، والمُقصود به هو سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”، كما، أَجمع العلماء، والفقهاء على أنه مُحرم.

وعلى الرغم من ذلك؛ جَاء رأي مُخالف لهذا الرأي، ولكنه ضعيف، وهو أن يَجوز صوم هذا اليوم؛ بنية أنه أحد أيام شعبان، وليس؛ بنية أنه أحد أيام رمضان.

واَستندت هذه الآراء على دليلين؛ هما:

  • الدليل الأول: 

الابتعاد عن صوم أيام إضافية في شهر رمضان؛ لم تَكن منه، وحَذر النبي الوقوع في أخطاء أهل الكتاب عند الصيام؛ عندما حُرم عليهم صيام الشك، ولكنهم، اَتبعوا آرائهم، وأهوائهم، وقَاموا بصومه، ومَنع أشرف الخلق التشبه بهم، كما، نهى أيضًا عن صوم يوم العيد؛ لهذا السبب.

  • الدليل الثاني:

نهى النبي “صلى الله عليه وسلم” الجمع بين النوافل، والفرائض، وأَكد على أنه يَجب الفصل بينهما؛ مثلما يَحدث في كل صلاة؛ فلا يَصح مواصلة صلاة؛ بغيرها؛ دون السلام، أو الانتهاء من الأولى؛ كما جَاء في الحديث التالي:

“لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَليَصُمْهُ”.

أحاديث نبوية عن شهر شعبان

هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، التي وَردت على لسان النبي “صلى الله عليه وسلم” عن شهر شعبان؛ منها ما يلي:

“إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فارزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا، ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر”.

“يطَّلِعُ اللهُ إلى عبادِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ ؛ فيغفِرُ للمؤمنين ،ويُمهِلُ الكافرين ، ويدَعُ أهلَ الحقدِ بحقدِهم حتى يدَعوه”.

“يطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ ، فيَغفِرُ لجميع خلْقِه إلا لمشركٍ ، أو مُشاحِنٍ”.

“عن أبي سلمة قال {سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان يصوم حتى نقول قد صام، ويفطر حتى نقول قد أفطر، ولم أره صائماً من شهرٍ قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كلَّه، كان يصوم شعبان إلا قليلاً”.

“عن عائشة رضي الله عنها قالت {كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان”.

“عن أم سلمة رضي الله عنها قالت {ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين، إلا أنه كان يصل شعبان برمضان”.

أحاديث نبوية عن شهر شعبان

شهر شعبان في القرآن الكريم

لم يتم ذَكر شهر شعبان؛ بأي صيغة في القرآن الكريم، ولكن، في نفس الوقت، أَكد الشيخ محمد بسام؛ مُدير الفتوى؛ بدار الإفتاء المصرية على أن الآية التالية؛ نُزلت فيه:

“إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًًا” (الأحزاب: 56).

قد يهمك: كيف نستقبل شهر رمضان المبارك و نستعد له من الآن.

هل يَجوز صيام آخر 15 يوم في شهر شعبان؟

اَختلفت آراء العلماء، والفقهاء؛ حول صيام آخر 15 يومًا في شهر شعبان؛ فمنهم من رَأى أنه جَائز، ومنهم، من رَأى أنه لا يَجوز، وتَضاربت الأقوال بينهم بين ثلاثة أقوال؛ هم:

  • قيام الشخص؛ بصيام هذه الأيام، واَحتسابها؛ ضمن أيام شهر رمضان الكريم؛ من أجل زيادته؛ فهذا مُحرم نهائيًا.
  • في حالة صوم الشخص هذه الأيام؛ بنية القضاء، أو النذر عن شيء مُعين، أو الكفارة؛ فهذا يَجوز؛ بإجماع العلماء.
  • قد يَلجأ الشخص إلى صيام هذه الأيام؛ بنية التطوع، وهذا الأمر أَجازه الإمام مالك، واَختلف فيه الشافعي، والأوزاعي، وأحمد بين موافق عادًة، أم لا.

وعلى أية حال؛ فإن الحديث الوارد عن الرسول “صلى الله عليه وسلم” لم يُنهي عن صيام الـ 15 الأواخر من هذا الشهر بأكملهم.

ولكنه، نَهى عن آخر يوم، أو يومين فيه؛ للفصل بين صيام النوافل في شعبان، وصيام الفرض في رمضان؛ كما يَفصل المسلم بين الصلاتين؛ بالتسليم، وثُبت هذا الأمر في الحديث التالي:

“لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَليَصُمْهُ”.

هل يَجوز صيام آخر 15 يوم في شهر شعبان؟

هل يَجوز صيام النصف الأول من شعبان فقط؟

نعم؛ يَجوز صيام النصف الأول من شهر شعبان فقط، وخاصًة؛ أن ما وَرد عن خاتم الأنبياء هو صيام هذه الأيام، والامتناع عن النصف الأخير منه.

ومن هنا، نكون قد اَنتهينا من كتابة المقالة، ونَتمنى أن نكون قَدمنا لكم كافة المعلومات، التي تَرغبون في التعرف عليها، وفي حالة وجود أي استفسار؛ لم يَرد فيها نهائيًا؛ قَوموا بتَركه أسفل الشاشة، وسوف نقوم؛ بالرد عليكم في أقرب وقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top