خصائص الادب في العصر الجاهلي ..واهم شعراء الجاهلية

الادب في العصر الجاهلي هو الأدب المنسوب إلى العرب قبل ظهور الإسلام، وهو المنتج العاطفي الذي عبّر عنه شعراء وكتّاب العصر الجاهلي بكلمات تثير اهتمام القارئ والمستمع من خلال الشعر والنثر، فالنثر هو مجموعة فرعية من الأدب الجاهلي، حيث لكل قبيلة إنتاجها الأدبي وكتابها مثلما كان الأدب الجاهلي غزيرًا في بعض القبائل والشعراء وأقل غزارة في البعض الآخر، حيث اختلفوا في كمية ونوعية الإنتاج الأدبي طوال فترة ما قبل الإسلام، وبسبب هذا أصبحت سمات كتابات ما قبل الإسلام أكثر تميزًا، وأصبحت النماذج الأدبية وأهدافها أكثر عددًا، ويمكن التطلع إلى بعض الأمثلة لشعراء الجاهلية من خلال موقع الاحلام بوست.

الادب في العصر الجاهلي

الادب في العصر الجاهلي

الأدب في العصر الجاهلي هو المنتج الأدبي الذي ابتكره شعراء وكتاب من عصر ما قبل الإسلام للتعبير عن أنفسهم، والذي يتكون من القصائد والخطب والروايات التي تثير ردود فعل عاطفية ونفسية قوية من القارئ.

هذا وقد تفاوت حجم الإنتاج الأدبي الذي أنتجته القبائل العربية خلال فترة ما قبل الإسلام بشكل كبير، فمن المهم أن نلاحظ أن قبائل الشمال والجنوب امتلكت النسبة الأكبر من هذا العمل الأدبي الهائل.

اقرأ أيضًا: المنشآت العمرانية للحضارة الرومانية ،المباني والمعابد بحث شامل

شعراء العصر الجاهلي

لقد ورث التاريخ أدبًا متميزًا ومتطورًا من عصر ما قبل الإسلام، سواء من حيث اللغة أو من حيث الشعر والنثر، فمن أبرز شعراء العصر الجاهلي ما يلي..

عنترة بن شداد

عنترة بن شداد

عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي هو اسمه، حيث يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أهم شعراء العصر الجاهلي، وكان معروفًا بشكل خاص بشعره الحصان الذي لا يزال يُطبع حتى اليوم.

حيث ولد عنترة لأب عربي وأم حبشية، لذلك كان مختلفًا عن باقي أقرانه في ضخامة شخصيته، والتعبس على وجهه، وشعره المجعد، وصلابة عظامه، وقد اعتبره والده عبدًا ووبخه بقسوة إذا أخطأ؛ وكانت زوجة أبيه هي التي تآمرت ضده.

كما يمكن تعلم الكثير عنه من بطولته ونجاحاته في رياضة الفروسية والسيف، من بين أمور أخرى فكان أهمها الادب في العصر الجاهلي، ومن أشهر ما قال عنترة بن شداد:

هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ

أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ

يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي

وَعَمي صَباحًا دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي

زهير بن أبي سلمى المزني

زهير بن أبي سلمى المزني

يعتبر من أشهر شعراء الحكمة في عصر ما قبل الإسلام في العالم، فإن حكمته تنبع من نشأته في أواخر العصر الجاهلي، والتي اتسمت بظهور عصر النهضة في العناصر الأدبية بشكل عام.

تبعًا لذلك كونه نشأ في مثل هذه البيئة، أصبح يتميز بنضجه في الرأي ولديه صورة جميلة لمبادئ سامية فقد نال استحسانًا واسعًا بين العرب الذين تربوا على يده وكتب شعره، ومن أشهر أبيات شعره:

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ

وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً وَتَضرَ

إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها

امرؤ القيس بن حجر الكندي

امرؤ القيس بن حجر الكندي

يعتبر في العصر الجاهلي من أشهر الشعراء حيث اتسم شعره بجودة المعاني وتنوع الأساليب البلاغية، وكان شعره من الشعر الذي يمكن قياسه، ويحكم عليها علماء الادب في العصر الجاهلي.

بالإضافة إلى ذلك اعتقد علماء اللغة العربية أنه كان صاحب عقيدة لغوية خاصة حيث اشتمل شعره على الكلمة المحبرة وأسلوب الكلمة المكتوبة، فكان لقصائده أسلوب متميز خاص بها، وأبرزها ما يلي:

أَلا عِم صَباحًا أَيُّها الطَلَلُ البالي

وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي

وَهَل يَعِمَن إِلّا سَعيدٌ مُخَلَّدٌ

قَليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بِأَوجالِ

وَهَل يَعِمَن مَن كانَ أَحدَثُ عَهدِهِ

ثَلاثينَ شَهرًا في ثَلاثَةِ أَحوالِ

النابغة الذبياني

النابغة الذبياني

هو من أشهر شعراء الادب في العصر الجاهلي، ولُقّب بـ “العبقري” بسبب العبقرية التي كتب بها الشعر وتفوقه في أدائه، حيث كانت غالبية شعره مليئة بالثناء على الرغم من أنه كتب أيضًا عن مواضيع أخرى مثل السخرية والحداد والغزل.

بالإضافة إلى أنه كان يخرج إلى الصحراء في بعض أشعاره لتصوير الحيوان في الصحراء وصيده، وكانت العديد من أشعاره عن الأحداث التي وقعت في قبيلته، ومن أبرز ما قال:

أَبلِغ بَني ذُبيانَ أَنّ لا أَخا لَهُم

بِعَبسٍ إِذا حَلّوا الدِماخَ فَأَظلَما

بِجَمعٍ كَلَونِ الأَعبَلِ الجَونِ لَونَهُ

تَرى في نَواحيهِ زُهَيرًا وَحِذيَما

أهم خصائص الادب في العصر الجاهلي

يمكن تقسيم الخصائص الشعرية الخاصة بـ الادب في العصر الجاهلي إلى فئتين..

سمات اللغة التي تميزها عن بعضها البعض

  • نزعة للخشونة والرفاهية البدوية تتأثر بالصحراء العربية وطبيعة الحياة فيها.
  • يعود غياب الأخطاء النحوية والكلمات المعجمية إلى حقيقة أن المجتمع العربي منغلق على غير العرب ومنغلق على نفسه.
  • أن يخلو من الازدهار اللفظي والإضافات الخيالية والحرفية المفرطة
  • يجب أن تكون الفكرة موجزة وواضحة.

السمات غير الملموسة

  • الصدق في المشاعر والشفافية في التواصل.
  • يعتمد على وحدة البيت وليس على وحدة القصيدة للتعبير عن الطبيعة بدقة وبشكل كامل.
  • التعبيرية الواقعية والوضوح وعدم المبالغة هي السمات المميزة لهذا العمل.

شاهد أيضًا: لماذا سمي شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الاسم

أهمية الادب في العصر الجاهلي

أهمية الادب في العصر الجاهلي

بقدر ما كان للأدب الجاهلي أهمية واضحة ومستمرة عبر التاريخ بين العرب، فقد سهّل نمو الأدب الجاهلي تكوين العلم بينهم، على النحو التالي تم ترتيب الأدب الجاهلي من حيث الأهمية:

  • ينتج الأدب كمية كبيرة من المواد حيث تُعد وفرة الأدب الجاهلي أحد أهم الأسباب التي ساهمت في الحفاظ على التراث الذي توارث عبر السنين واستدل عليه العلم والرياضيات.
  • كما يتضح من الأدب الجاهلي أنه حقق العرب تقدمًا كبيرًا في التطور الأدبي على الرغم من جهلهم، حيث تميز هذا الأدب بالتقدم والكمال، كما تم التعبير عنه من خلال طرق التعبير الأدبية المختلفة والصور الفنية التي وسعت الأدب ليشمل مجموعة متنوعة من الأدب.
  • من خلال خير التصوير والقدرة على التعبير عنه يعد الأدب الجاهلي أدبًا قديمًا يعمل كحلقة وصل وقناة للحس الفني الصادق للكتاب والشعراء، وهو شعور يدل على التجربة العميقة والدقيقة للكتّاب والشعراء، ويتمثل ذلك في روح الإنسان وعواطفه الحقيقية التي تنتقل إلى الأجيال القادمة.
  • يتجلى ذكاء وفصاحة الحضارات السابقة من خلال الأدب وهو لغة الفكر وتمثيل الأفكار.
  • الأدب دليل على براعة وبلاغة الأمم السابقة، وأيضًا تأكيد تفوق العرب في الأدب حيث يعتبر الادب في العصر الجاهلي من أهم الأمور التي تؤكد على جمال اللغة وله القدرة على التأثير في معنويات الناس، كما إنه أحد أهم العوامل التي تُظهر جمال اللغة.

يمكن قراءة: أهمية الدراسة في الخارج والفرق بين التعليم في مصر والخارج

أهم مصادر الادب في العصر الجاهلي

في الأدب الجاهلي كانت مجموعة من العلماء والأدباء مسئولة عن جمع وتنظيم مادة هذا الأدب في كتب منفردة ومجموعات شعراء، وكان المعلقون مسئولين عن عدد كبير من القصائد، فكتبوها وشرحوها، بينما كان آخرون مسئولين عن الإيقاف، وجمعوا وتحققوا من صحتها، فيما يلي بعض من أبرز مصادر الأدب الجاهلي..

المفضليات

المفضليات

كما يُنسَب الكتاب إلى المُفضّل الظبي فهو يحتوي على مجموعة ضخمة من القصائد من فترة ما قبل الإسلام، وهي القصائد التي فضلها الكاتب على القصائد الأخرى في المجموعة.

الأصمعيات

الأصمعيات

نحن نتحدث عن كتاب من تأليف عبد الملك الأصمعي وهو عبارة عن تجميع شعر له نعتبره من المفضلين لدينا، فقد جمع المؤلف مجموعة من أشهر وأشهر القصائد العربية، حيث تم تخصيص ما يقرب من 27 قصيدة لشعراء مختلفين لإدراجها في المجموعة ؛ واعتبر الأصمعي هذه القصائد جديرة بالاهتمام لأنها نقلت أسلوب الحياة الجاهلي وعكست عناصرها في ثنايا الخطوط الشعرية التي اعتبرها مهمة.

جمهرة أشعار العرب

جمهرة أشعار العرب

هم من أشهر الأعمال التي كتبها أبو زيد القرشي، وهو مخصص لأدب ما قبل الإسلام، ولاسيما الشعر من بين موضوعات أخرى، كما أنه جمع مجموعة كبيرة من الشعر العربي ونظمها في فصول متميزة، وتضمن مقدمة تصف أهمية الأدب ولغة الشعر في البداية.

ختامًا فقد اتخذ الادب في العصر الجاهلي العديد من الأشكال المختلفة وخدم العديد من الأهداف المختلفة، حيث إن قدرة اللغة العربية على التعبير عن نفسها مقارنة باللغات الأخرى من الأمور التي تدل على بلاغة العرب وبلاغتهم، وكانت أهم ما يتميز به شعراء العصر الجاهلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top